هل تعتز بفلسطين: كرامات أحسسنا بها في مؤتمر ملتقى القدس

هل تعتز بفلسطين: كرامات أحسسنا بها في مؤتمر ملتقى القدس الدولي في اسطنبول

كرامات أحسسنا بها في مؤتمر

ملتقى القدس الدولي في اسطنبول

الشيخ رائـــــــــــد صــــــــــلاح–رئيس الحركة الإسلامية

لقد أكرمنا الله تعالى وكان لنا شرفالمشاركة في مؤتمر ملتقى القدس الدولي في اسطنبول (الذي كان بتاريخ 15/11/2007م)،وقد وجدت من المناسب أن أسجّل هذه المجموعة من الإشراقات خلال هذه الرحلة المباركةالتي عشنا فيها في أجواء هذه المؤتمر الواعد الحاشد، الذي تداعى له الكثير من أحرارالحاضر الإسلامي والعربي، بل والحاضر الإنساني، نصرة للقدس والمسجد الأقصى رغم كلّالمعوقات والتحديات:

1- سافرنا إلى اسطنبول بتاريخ 13/11/2007م، حيث أقلعت بناالطائرة التركية بعد أن أدينا صلاة المغرب والعشاء في قاعة المسافرين في مطار اللد،وبعد ما يزيد على الساعتين هبطت بنا الطائرة بفضل الله تعالى ورحمته بسلام، وكان فياستقبالنا بعض الأخوة المشرفين على استقبال الضيوف، فقال لنا أحدهم: إنّنا نواصلالليل بالنهار استعداداً لهذا المؤتمر، والحمد لله دائما وأبداً، فإنّ فلسطينوالقدس والمسجد الأقصى تستحقّ منّا أكثر من ذلك.

3- إلا أنّه مع شديد الأسف فقدعرفنا (يوم الأربعاء الموافق 14/11/2007م أي قبل يوم من بداية مؤتمر "ملتقى القدس") أنّ المؤتمر كاد أن يلغى ولكن الله سلم، وقد علمنا كذلك أنّ بعض الدول حاولتالتعويق على بعض رعاياها كي لا يحضر المؤتمر بأساليب شتّى، ولكن مع كلّ هذهالمحاولات فقد سمعنا من بعض الأهل الأتراك أنّهم كانوا على استعداد للقيام بمظاهراتحاشدة كبديل عن المؤتمر فيما لو تمّ إلغاؤه.
5- كما وزرنا في هذا اليوم الأربعاء الموافق 14/11/2007م مكاتب قناةهلال التركية، وكان لنا لقاء مع إدارتها ومع إدارة وقف العقبة المشرف عليها، وخلالالشرح الذي سمعناه منهم عرفنا أنّ هذه القناة الفضائية قد باشرت بثّها عام 2005م،وكان ذلك في شهر رمضان الكريم، ولذلك أطلقوا عليها اسم "قناة الهلال"، وعرفنا أنّهاقناة فضائية إسلامية تتبنّى نصرة قضايا المسلمين في كل مكان، خاصّة قضية فلسطينوالقدس والمسجد الأقصى، وعرفنا أنّ هناك ضغوطاً تمارس بشكل خاص من قبل قوى ضغطصهيونية على الفضائيات الإسلامية لإحباط رسالة هذه الفضائيات، إلا أنّ قناة هلالمصممّة أن تمضي في طريقها مهما كلّف الثمن، حتى لو أدّى ذلك إلى إغلاقها.

6- وكي يؤكّد الأخوة الأتراك القائمون على قناة هلال صدق رسالتهم، فقد طلبوا منّا فينفس اللقاء أن نتابع معهم بعض ما تبثّه هذه القناة، وشاء الله تعالى وكانت تبثّ فيتلك اللحظات نشيد أطفال بعنوان: القدس لنا، حيث كان النشيد باللغة العربية مع ترجمةخطية باللغة التركية، وبعد أن انتهت تلك الأنشودة قامت تلك القناة ببثّ صورة للشيخالشهيد أحمد ياسين، ثمّ قاموا بإجراء مقابلة معي حول أوضاع القدس والمسجد الأقصىومعاناة شعبنا الفلسطيني.

وقبل أن نغادر مكتب هذه القناة طلب منّا الأخوةالأتراك القائمون عليها أن ندعو الله لهم بالتوفيق في رحاب المسجد الأقصى.

7- كما وزرنا في هذا اليوم الأربعاء الموافق 14/11/2007م مكتب وقف الأنصار، وهي عبارةعن جمعية وقفية تصبّ كلّ اهتماماتها في قضية التعليم، وقد نجحت أن تقيم كلية لتعليمالطالبات الممنوعات من دخول الجامعات الرسمية لارتدائهنّ الحجاب، حيث تدرس هؤلاءالطالبات في كلية وقف الأنصار، وفي نفس الوقت يدرسن بالانتساب في الجامعات الرسمية،وبذلك يتحايلن على قانون منع ارتداء الحجاب، فلا يدخلن إلى مباني الجامعات الرسميةإلا عند تقديم الامتحانات فقط.
9- ثمّجاء يوم الخميس الموافق 15/11/2007م وفي هذا اليوم نهضنا باكراً استعداداً للتوجّهإلى "الفسخانة" - مقرّ انعقاد المؤتمر، ولكن وقبل أن نغادر فندقنا التقينا بمولاناإحسان ومولانا إبراهيم جبرائيل وأخوة آخرين من جنوب أفريقيا، وتبيّن لنا أنّهمنزلوا في الفندق الذي نزلنا فيه، فتقدّمنا منهم وكانت لحظات عناق مؤثّر، ثمّ وزّعناعليهم وشاحات كتب عليها "الأقصى في خطر"، فتلقفها الرجال منهم والنساء بفرحة عارمة،وسرور كبير، ووضعوها حول أعناقهم.
10- ثمّ توجّهنا إلى "الفسخانة"، ولمّا وصلناإلى هناك وجدنا قاعات المؤتمر محاطة بقوّات الأمن التركي للحفاظ على أمن الحضور،ووجدنا أنّ بعض العاملين في تلك القوّات كانوا يفتّشون الجميع بدون استثناء، ولكنوهم يبتسمون مردّدين "وعليكم سلام ورحمة الله وبركاته"، وبعد أن تجاوزنا محطّةالتفتيش دخلنا إلى القاعة الكبيرة، حيث الجلسة الافتتاحية، فوجدناها تغصّ بآلافالحضور من شتّى بقاع الأرض بدون استثناء.

12- أمّا أنا فعندما دخلت القاعة وطُلب منّي أن أتوجّهإلى منصّة المتكلّمين وجدت نفسي بين المئات من نخب الحاضر الإسلامي والعربيوالإنساني، فهذا وزير، وهذا رئيس حكومة، وهذا ممثّل ملك، وهذا ممثّل سلطان، وهذامفكّر كبير، فقلت في نفسي: يا ويلتي، من أنا حتّى أجلس بين هؤلاء؟! اللهم لا تفتنّيفي ديني، ثم تقدّمت أصافح ما تيسّر من مئات الحضور وطالت المصافحة وطال التقاطالصور حتى بعد أن جلست على المنصّة، ودعوت الله الثبات، مؤكّداً لنفسي أنّها قضيةالقدس والمسجد الأقصى، ويجب أن نتحمّل من أجلها الشيء الكثير.

14- وانتهت الجلسة الافتتاحية، وكنت ممّن أكرمني الله تعالى بإلقاء كلمة في هذهالجلسة، وقلت خاتماً كلمتي بأنّنا حتى الآن اعتدنا أن نقف دقيقة حداد خلالمؤتمراتنا، ولكنّه آن الأوان ومنذ هذا المؤتمر أن نقف دقيقة غضب، والحمد لله أنّكلّ الحضور تجاوبوا مع هذا الطلب ووقفوا يردّدون: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"،ويبدو أنّ هذا الطلب قد لقي الاستحسان عند الكثير، فقد أكدت لي بعض الوفود أنّهم منالآن فصاعداً سيتبنون فكرة الوقوف دقيقة غضب خلال مؤتمراتهم، وللحقيقة أقول أنّ هذهالفكرة ليست من بنات أفكاري، بل أشار عليّ أحد الأخوة أن أقولها قبل بداية الجلسةالافتتاحية.
15- وبعد أن انتهت الجلسة الافتتاحية ونزلنا من على المنصّة انهالعلينا سيل عارم من الأخوة ووسائل الإعلام على اختلافها، لدرجة أنّني وقعت في أمورمحرجة لم أجد لها مخرجاً، فقد تقدّمت منّي عشرات الأخوات من اندونيسيا، وأحطن بي،وطالبن بإصرار التقاط صورة مشتركة معي، وهذا ما كان، حيث كانت إحداهنّ تقوم بدورالتصوير لي وهنّ من حولي، ولمّا التقطت مجموعة من الصور على هذا الحال طلبت أنأعطيها وشاحي المكتوب عليه "الأقصى في خطر"، ووضعتْه على أكتافها، ثمّ طلبت التقاطصورة مشتركة لي ولها، وهذا ما كان، ثمّ أرادت أن ترجع الوشاح فأشرت إليها أن تبقيهمعها، ففرحت فرحاً كبيراً، وسارت مع أخواتها مثبّتة ذاك الوشاح على أكتافها، وها هوهذا الوشاح قد استقرّ اليوم في اندونيسيا.

17- ومن أعجب ما وقع معي خلال هذه اللقاءاتالإعلامية، أن تقدّم منّي صحفي من سلطنة بروناي ومعه مترجم من اندونيسيا، وعندمابدأ اللقاء بيننا وكان الأخ الأندونيسي يترجم أقوالي، وإذ بهذا الصحفي يسألني: ماذاتقول لشعب بروناي، فباشرت بالإجابة وباشر الأخ الأندونيسي يترجم، ولكنّه فجأة انقطععن الترجمة وأخذ يبكي ودموعه تسيل على خديه. وقد تكرّر هذا المشهد مع صحفي تركييافع كان يجري معي مقابلة صحفية، فتوقف فجأة وأخذ يذرف دموعه بصمت وكأنّه حاول أنيخفيها، ولكن هيهات هيهات. 1

8- ومن أعجب ما وقع معي أن تقدّمت منّي أخت مغربيةتدرس في إحدى الجامعات المغربية، وكانت تحمل بيدها جهاز تصوير وتسجيل، وطلبت منّيبكل أدب أن تسجّل لي كلمة عبر هذا الجهاز أتوجّه بها إلى الطلاب في جامعات المغرب،فسميت بسم الله وبدأت أتكلّم، ولكن فجأة وإذ بتلك الأخت تنفجر باكية، وكاد تسجيلالكلمة أن يتعطّل، ولم تتمالك نفسها، الأمر الذي فرض على بعض الحضور ممن كانواحولنا أن يبكوا معها، ويا له من جوّ محزن، ولكنّه يبشّر بكل الخير بإذن الله تعالى.
20- ومن مشاهد بركات هذا اليوم الأوّل من المؤتمر ما وقع خلالإنشاد الأخوة الذين مثّلوا كل فرق النشيد الإسلامي من الداخل الفلسطيني، فخلالإنشادهم وقد كان ذلك مساء، وإذا بالأخوة السودانيين يقومون صفاً واحداً على هيئةحلقة، وأخذوا يطوفون طرباً تفاعلاً مع أناشيد القدس والمسجد الأقصى، وصدق من قالأنّ الشعب السوداني شعب طروب.
21- وجاء اليوم الثاني من هذا المؤتمر (ملتقىالقدس الدولي)، وكان يوم الجمعة الموافق 16/11/2007م، وفي صبيحة هذا اليوم كانتلقاءات مكثّفة مع وسائل إعلامية مختلفة، ثم انتقلت إلى جامع لمجلس "وقف عقبة"،لإلقاء خطبة الجمعة فيه، وخلال إلقاء الخطبة، وقف على مقربة منّي أخ تركي يترجم كلفقرة من الخطبة، وكان متفاعلاً يصرخ بصوت عال كأنّه هو الخطيب وأنا المترجم، ولكنفجأة وقع أمر لم يكن في الحسبان، فبعد أن قلت فقرة من مجمل خطبتي. توقّف هذاالمترجم الثائر ولم يترجمها، فنظرت إليه وإذ به يبكي، ولذلك توقّف بعض الوقت القصيرحتى تمالك نفسه، ثمّ أكمل يترجم تلك الفقرة، ويا له من شاب يمثّل النموذج المطلوبمن شباب هذا الحاضر الإسلامي والعربي.

هنيئاً لأهل الأقصى وخاصته

السلام وعليكم

مممممشكوزر

بارك الله بك اخي لمرور الكريم

» بين اسطنبول وأنابوليس.. مخاوف من رحلة ضياع القدس
» في القدس ما زال
» صور لمدينة القدس
» هنية يحذر من المشاركة الفلسطينية و العربية في مؤتمر الخريف
» رضوان: لقاء القدس جريمة