رمضان الضفة .. مساجد معطلة ودعاة مطاردون والسبب..ميليشيات عب

رمضان الضفة .. مساجد معطلة ودعاة مطاردون والسبب..ميليشيات عباس!!




لا شك أن عمليات الحسم العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقطاع غزة، انعكست على الحياة اليومية للفلسطينيين بالضفة الغربية في كثير من أوجه الحياة، إلا أن هذا الانعكاس بدا جليا في العمل الدعوي والخيري، خاصة في شهر رمضان المبارك ، حيث استقبلت مدن الضفة الغربية رمضان هذا العام بتراجع كبير في العمل الدعوي والخيري، والذي كان ينفذ جله أبناء ومناصرو حركة "حماس" في المساجد والجامعات الفلسطينية، وذلك بعد أن أصبح محظورا على الحركة ممارسة أي نشاط يذكر بالضفة بشكل عام بسبب ملاحقة ميليشيات عباس لهم .

ورغم أن العمل الدعوي والخيري بفلسطين ليس مقتصرا على حركة حماس وحدها، إلا أن هذا الغياب الذي أُجبرت عليه يؤثر بشكل كبير على العمل الدعوي والخيري في الضفة؛ نظرا لثقل حركة حماس وتواجدها الكبير في المساجد والجامعات والمعاهد.

المساجد بدون لافتات

كانت المساجد تزداد في الضفة خلال الشهر الكريم باللافتات التي تتضمن آيات وأحاديث تحث على الإكثار من الطاعات والعبادات، كما تتميز مجلات الحائط المعلقة بالمساجد بالدسامة، حيث الموضوعات الفقهية والدعوية وغيرها من الأمور التي تتعلق بشهر الصيام.

لكن أحداث غزة تركت أثرها على تلك المجلات، حيث باتت تفتقر للتحديث؛ بسبب ملاحقة ميليشيات عباس وعصاباته الخارجة عن القانون للشباب المتدينين، ومنعهم من القيام بأي نشاط داخل المساجد، وقد وصل الأمر إلى أن رفعت بعضها وبات مكانها فارغا.

أحد الشباب - رفض ذكر اسمه لدواعي أمنية - قال في حديثه لموقع لـ"إسلام أون لاين.نت": "بعد حسم القطاع أصبح من المحظور علينا القيام بأي نشاط دعوي داخل المساجد، حتى لا نصبح هدفا لملاحقات الأجهزة الأمنية الفلسطينية؛ لاعتقادهم أن كل من يمارس مثل هذه النشاطات هو عضو في حماس أو على الأقل أحد مناصريها".

الدعوة محظورة في الجامعات

الجامعات ليست بأفضل حالاً، فلم تسلم هي الأخرى حتى في شهر رمضان من التضييقات الأمنية التي تقوم بها ميليشيات عباس لمجابهة الدعوة، فقد ذكر أحد طلبة جامعة النجاح الوطنية أنه شاهد استنفارا لأمن الجامعة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، وعند التقصي عن الأمر علم أنهم يبحثون عن طالبات الكتلة الإسلامية؛ لأنهن قمن بوضع وجبات إفطار مكونة من حبة تمر واحدة على مقاعد الطلبة قبيل دخولهم قاعات الدراسة!.

وأكمل الطالب قائلاً: "منذ حسم قطاع غزة ألغت إدارة الجامعة أي نشاط طلابي داخلها، حيث أخلت الجامعة من أية ملصقات، كما افتقرت الجامعة للأجواء الرمضانية التي كانت تميز الحياة الجامعية في رمضان"، مشيراً إلى أن الكتلة الإسلامية قامت بطباعة إمساكية رمضانية، ولكن منعت من توزيعها على الطلبة.

وقد ذكر شاب - رفض ذكر اسمه - أن أحد الشباب بمسجد في رام الله، قام بطباعة إمساكية في أسفلها توقيع شباب المسجد، وفي المطبعة قامت ميليشيات الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقاله والتحقيق معه قبل أن تفرج عنه، ومنعته من استكمال طباعتها وتوزيعها.

بلا عمل خيري

أما عن "موائد الرحمن"، والتي تعتبر من أهم معالم شهر رمضان في مساجد الضفة، فقد مُنعت هي الأخرى إلا بإذن مسبق من حكومة رام الله الخارجة عن القانون ، وذلك بعد أن كانت الحركة الإسلامية تنفذها في كل المناطق وتدعو لها المحتاجين والفقراء، وخاصة طلبة "السكنات" الذين يضطرون للبقاء بعيدا عن أهاليهم بسبب الدراسة وصعوبة التنقل بين المدن.

"كنا في كل عام نفطر الشهر كاملاً إما في الجامعة أو في المساجد"، هكذا بدأ الطالب أحمد شاهر كلامه، مضيفاً: "أما اليوم فلا يوجد موائد الرحمن التي اعتدنا عليها في أشهر عديدة ماضية، إلا ما قل وندر من رجال الخير الذين يقيمون بعضها في عدد قليل من المساجد والمطاعم".

المساجد في بؤرة الصراع

وما دفع المساجد في الضفة الغربية إلى أتون الصراع الدائر بين حماس وفتح، هو اتهام وزعم ميليشيات الأجهزة الأمنية الخارجة عن القانون هناك حركة حماس باستخدام المساجد للتعبئة في بعض الأحيان.

وقد نقلت وسائل الإعلام الفلسطينية عن مسئول أمني في الضفة الغربية - رفض ذكر اسمه -: "إن ملف المساجد ومراقبتها في هذه المنطقة بات مطروحا بقوة، وسيتم فصل وإقالة أئمة يؤيدون حركة حماس في خطبهم".

وقد نشر ديوان الموظفين العام في الضفة الغربية مؤخراً إعلانات في الصحف عن وظائف شاغرة في إمامة المساجد والخطابة.

ولكن جمال بواطنة – وزير الأوقاف في حكومة سلام فياض اللاشرعية والخارجة عن القانون - أكد بأن وزارته أصدرت تعليمات إلى الأئمة للالتزام بها، وقال: "من لا يلتزم ستتم إقالته أو تغييره؛

والجدير بالذكر أن عصابات الأجهزة الأمنية الخارجة عن القانون قد استدعت مؤخرا عددا من أئمة المساجد في الضفة الغربية وأجبروا بالتوقيع على تعهد بالالتزام بتعليمات وزارة الأوقاف، لكن بعضهم أصر على أنه سيواصل عمله في الدعوة أينما كان ، حيث ان وزارة الأوقاف في حكومة فياض اللاشرعية تجبر الخطباء على الإدلاء بخطب يخصصونها لهم .

من جانبه قال خطيب وإمام أحد المساجد: "هناك برنامج متكامل لرمضان لم ينفذ، كما كان في الأعوام الماضية، مثل: الدروس والمواعظ، وحلقات الذكر، وخطب الجمعة"، وأرجع ذلك إلى حالة التدهور الأمني التي يقوده عصابات من الأجهزة الأمنية ضد حركة حماس وعناصرها وكوادرها وقياداتها ."

الدعوة الفردية تنشط

ومع تغييب الدور الدعوي لحماس في المساجد والجامعات الفلسطينية، انتهج أفرادها الدعوة الفردية في إيصال رسائلهم الإيمانية.

فهذا إبراهيم أبو جمعة - شاب مهتم بالدعوة بمدينة قلقيلية – ذكر أنه يقوم بمفرده بالدعوة خلال شهر رمضان، حيث إنها الوسيلة المتبقية في إيصال الرسائل الدعوية بعد أن مُنعت الملصقات وغيرها في الجامعات والمساجد.

ومن جانبه أشار أحد الشباب – رفض ذكر اسمه - أنه يقوم مع مجموعة من شباب المساجد بإرسال رسائل دعوية عبر "sms" إلى الهواتف الخلوية، يحتوي مضمونها على رسائل دعوية وإيمانية في شهر رمضان المبارك؛ معتبراً إياها وسيلة ذات فعالية، وتصل إلى الشخص مباشرة.

حسبي الله ونعم الوكيل

بارك الله بكم اخواني لمروركم