رثاء ........في ذكرى يحيى عياش

[SIZE="3"][color:5b37="Green"][frame="7 80"]في رثاء المهندس ........
عياش يا نبع الضياء ويا بلسم الشفاء .. عياش يا أكثر خيوط الشمس استقامة وصفاء ..يا ساكن السماء .. عياش يا سيد الشهداء ..ونزيل االصديقين.. والأنبياء ..
انت الآن عند تلاميذك الذين علمتهم طريق الجهاد والمقاومة.,. علمتهم كيف يوقدون من أجسادهم نارا تتفجر في تلك الباصات.. لقد جمعك الله بهم...ساهر..سليمان..رائد..عمار...صالح ..وغيرهم الكثير ..ألم يكونو هم تلاميذك ؟!! لقد كنت أيها المهندس تريد ان تقول للمتآمرين أن بحماس والمقاومة نتخطى الحدود.,وبخطف الجنود وبالبارود تتشكل الحياة بطعمها ولونها ويكون الوطن اجمل ..
كنت تقول ان للنوم طعم آخر .إذ كنت تدرس الهندسة لتصنع الأمل في قلوب الناس ..
لقد حول عامـر سرحـان ضرب اليهود من الحجارة إلى السكين وحول عماد عقل مرحلة السكاكين إلى مرحلة الرصاص..وقد جئت أنت وحولت كتب الدراسة إلى حروف تنفجر في باصات ومقاهي تل الربيع وام خالد..
خرجت من مدرستك مئات المهندسين الذين أبو إلى أن ينتقموا لك يا سيد الشهداء ..حقاً أنكم شهداء تستحقون إجناء رؤوساء الصهاينة إجلا ووقارا لكم ...
نعم يا عياش ...لقد اخترت هذا الدرب الصعب وأبيت إلا أن تجعله سهلاً.. لقد كنت تصنع تلك الأحزمة الناسفة ..وغيرك يلهون بين أطفال ونساء الدنيا وبين الأشجار يغنون..ولكنــك اخترت الرجولة..في زمن عـز فيه الرجال.. فحملت على كاهليك هموم الوطن..لقد لقنتهم دروسا في الجهاد والمقاومةلن ينسوها طوال حياتهم..لذلك أعلن زعماء الصهاينة بخيبتهم أما إعجازك العظيم ...نعم لقـد انطلقـت من هنـاك حاملاً سلاحك الشخصي وبقلبك عقيدتك وتوكلك على الله..وعندما وصلت إليهم في (إيرز) وقفوا لك التحية قائلين ((شلومو... وهم لا يعرفون أن ذلك الحاخام الذي تنزرع على وجهه البسمة هو المهندس )))...............
انطلقت من نابلس لتعلن أن المرحلة تبدأ من الجبال الشامخة عبر الخليل والقدس إلى رام الله والبيرة..وهناك المحطة الأولى في غزة القسام.. رسمت خارطة الوطن في يوم مشرق جميل بطريقة نفذها الصهاينة.. أذاقوك نفس العلقم الذي أذقتهم إياه..ولكن قتلاهم في النار وشهدائنا في الجنة, فهنيئا لك الفردوس.. لقد رسمت اسم حماس بدمائك وأرعبهم تلاميذك بعد استشهادك.
هناك نشروا جنودهم..وفرضوا قيودهم..وأغلقوا حدودهم حتى البحر لم يتركوه إلى محاصراً...
قصة يصعب على العقل استيعابها..ولكنها معية الله التي ليس بعدها معية.. فأي ظلام من ملأ الإيمان نور قلبه..وأي وحشة تقع على من كان الله معه.. وأي موت يرهب من كان يهاجم الموت في كل لحظة.. من كان له شرف السبق في فلسطين كلها كأول مهندس فيها وأخطر مطارد فيها...

هكذا صرخ المهندس يحيى في وجه الصهاينة فأطلقها مدوية : ( سيهدم أقصانا هيكلكم..وستدوس عمائمنا قبعاتكم.. ويقضي علمائنا على حاخاماتكم وسيهزم قسامنا جيشكم وسيغرقكم بحرنا وتمطركم سمائنا بحجارة من سجيل ...ويرميكم بركاننا بالهمم فارحلوا عن أرضنا فليس لكم مكانا بيننا... حتى السوط الذي صنعتموه من جلودنا مسلطا على رقابنا لن ينفعكم.. إنه ينتمي إلينا زورا وكذبا..يحكي قصتنا بلغتنا..يحاول طمس معالمنا... وارتباطنا بغزة القسام التي فجرنا بها ثورة التفجيرات...

رحمك الله يا مهندسنا ...لقد زرعت فينا ما لا يستطيعون أن يقتلعوه ...
هنيئا لك الفردوس ..هنيئا لك رفقة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ..[/frame][/SIZE]