لماذا يريد الإسرائيليون اغتيال السيد إسماعيل هنية؟

إبراهيم المدهون

بصراحة أصبح السيد إسماعيل هنية يمثل غصة في حلق الكثيرين من صناع السياسة في عالمنا العربي، وفي الرئاسة الفلسطينية . فضلا عن ما يمثله السيد هنية بالنسبة للإسرائيليين من عدو خطير يهدد أمنهم .

لهذا لا نعجب إن سمعنا الإسرائيليين يتحدثون عن التخلص من هنية, فالجيش الإسرائيلي يقوم الآن بكل الأدوار القذرة التي تعجز عنها الولايات المتحدة في المنطقة, وكل الأدوار التي تجبن أمامها السلطة الفلسطينية،وتفوق قدرة أجهزتها على فعل المزيد من الحماقات.

فما تمارسه "إسرائيل" من أدوار متبادلة في الضفة الغربية بينها وبين أجهزة الرئيس محمود عباس الأمنية, من اختطاف ما لا يمكن اختطافه كالأخ احمد دولة والقائدين أبو كويك ورمانة.. هو نفسه ما يمكن أن تقوم به طائراتها مع السيد إسماعيل هنية، من أجل خلاص الآخرين وخلاصها من خطره..

والسؤال المطروح الآن، هل يمكن لإسرائيل أن تقدم على ذلك؟ والإجابة بالطبع تستطيع القيام بذلك, بل إنها حصلت على قرار لتصفية هنية ومجموعة كبيرة من قيادات حماس في الداخل والخارج بضربة واحدة ومكثفة." والسؤال الآن على مدى استطاعتها النجاح في عملية التنفيذ؟"



إلا أن المساس بحياة السيد إسماعيل هنية يمثل ظاهرة خطيرة لها أبعاد سياسية كبيرة على المستوى الإقليمي والدولي، والرسمي والشعبي، فهو يمثل ثقل عربي وإسلامي كبير، ويمثل الشرعية الفلسطينية للحكومة المنتخبة، وأي مساس بحياته، يعتبر جريمة سياسية من الطراز الأول بحكم منصبه كرئيس للوزراء.

أضف إلى ذلك ما يتمتع به السيد إسماعيل هنية من احترام وتقدير على المستوى العربي والإسلامي, فهنية يمثل أحد الرموز العربية القليلة، التي تحظى باحترام ودعم الشارع العربي والإسلامي.



زد أن تجربة السيد إسماعيل هنية في غزة تمثل بارقة أمل لكثير من شعوب الدول العربية، فهو أول رئيس وزراء يأتي منتخبا من قبل شعب عربي, وأول رئيس وزراء يمثل الإسلاميين في الوطن العربي, كما أنه أول رئيس وزراء يمثل تيار المقاومة, لهذا الالتفاف حوله كبير ربما اكبر مما يظنه بوش وأولمرت وأبو مازن .



لهذه الأسباب قامت الحكومة الإسرائيلية بمحاولة تحشيد دولي لتبرير اغتيال والتخلص من السيد هنية، وهي تدرك ما لهذه الخطوة من تبعات خطيرة على الخارطة السياسية في المنطقة.

وحرصت الحكومة الإسرائيلية أن تنسق العملية مع إدارة الرئيس بوش لضمان تغطية دولية. فعندما قدم بوش إلى المنطقة, أعطى الكيان الصهيوني الضوء الأخضر لعملية اجتياح واسعة في قطاع غزة, ولكن هذه العملية لن تكون موسعة كما يُخطط لها, فالجيش الصهيوني أجبن من خوض هذه المواجهة, والحكومة الإسرائيلية لا تستطيع تحمل تبعات هذه الخطوة, لهذا فإن العملية العسكرية الذي وافق عليها بوش وحصلت القيادة العسكرية الإسرائيلية على الخط الأخضر لتنفيذها هي " اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية" مصاحبة في الوقت نفسه لحملة تصفيات مكثفة ستطال ما تستطيع الطائرات الصهيونية الوصول إليه من قيادات حماس, وسيكون البدء بالسيد إسماعيل هنية .

مدى نجاح هذه الضربة الإسرائيلية هو التخلص من السيد إسماعيل هنية والقيادة المحيطة به, وفشلها سيكون إيقاع إصابات كبيرة ومؤثرة في صفوف القيادة الفلسطينية.



للأسف الشديد فإن هذه الخطة الإسرائيلية تم اطلاع بعض رموز رام الله وهم متحمسين لها بشكل كبير" خصوصا بعد فشلهم في القيام بها"، وينتظرونها على أحر من الجمر، ويقومون بمحاولة المساعدة المعلوماتية وتهيئة الاجواء الفلسطينية لمثل هذا الخبر.

ندرك جميعا أن الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية لن يسمحوا أبدا لنجاح تجربة غزة , خصوصا أن غزة أصبحت رأس الحربة في محاربة هيمنة وجبروت صهيوني- أمريكي، وما انابوليس و زيارة بوش الأخيرة إلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

مع ذلك ثقتنا بالله كبيرة أن يحفظ لنا قيادة حماس والسيد إسماعيل هنية وأن تنجح هذه التجربة الفريدة, ما لها من أثر إيجابي ناجع على الشعب الفلسطيني المتمسك بخياره الشرعي.

وعلى الإخوة في قيادة حماس اليوم أن يتحملوا مسئولياتهم , وان يأخذوا أقصى درجات الحيطة والحذر الشديد، رغم تأكيد السيد إسماعيل هنية ومن معه أنهم مشروع شهادة و تواقين لها, إلا أننا نقول لهم أن الأمة اليوم تحتاجكم أكثر من أي وقت مضى، وان الأمة تضع ثقتها بكم وببرنامجكم الوطني المقاوم العظيم.